السبت، 23 يناير 2016

الدكتور حسين الجرموزي,,, معلم الاطباء وطبيب الفقراء:

"رجل افنى عمره في تضميد جراح الناس, وتعليم طلاب كليات الطب, أسس العمل الطبي", بإختصار هذا هو : الدكتور حسين محمد الجرموزي. على مدى عقود من الزمن وهذا الانسان, يعمل بصمت من اجل المجتمع, ويقدم خلاصة تجاربة لطلاب كلية الطب بذمار, الذي كان وما يزال احد اركانها الاساسية, ينتمي هذا الطبيب والاكاديمي الى الناس والى الوطن. ولد الدكتور الجرموزي عام 1948 بصنعاء, وفيها حصل على شهادة التعليم الاساسي, حيث كان من الطلبه النابغين في الابتدائية وكان ترتيبه الثالث في اليمن, وفي المتوسطة كان ترتيبة الاول, نابغة منذ البداية, ونجل سياسي يمني تشرب ابجديات العمل الوطني منذ سن الطفولة, والده كان سكرتيراً ومستشاراً للرئيس عبد الله السلال. ضمن التغييرات التي احدثتها ثورة 26 سبتمبر, تغيير المناهج الدراسية, لتكون الشهادة المتوسطة هي الاعدادية, لذا عاد الجرموزي من الصف الثاني الثانوي الى ثاني اعدادي, وفي تلك الفترة انظم الى صفوف الجيش, ليكون جندياً ومن ثم كاتبا في الجيش وتدرج في الرتب العسكرية ليصل في نهاية المطاف الى ملازم أول. لم يترك تحصيل العلم والمعرفة بل واصل طريقه, فقد التحق بمعهد معين الاهلي ودرس المنهج المصري مع بقية زملائه وتقدم لامتحان العدادية العامة فكان الاول على مستوى زملائه بالمعهد ثم دخل الثانوية العامة بمدرسة "جمال عبد الناصر" بصنعاء وهي أول دفعه ثانوية في هذه المدرسة. بحكم عمله والده في جمهورية مصر, هاجر مع والده الى مصر وفيها اكمل دراسته الثانوية بمدرسة مصر الجديدة, ولتفوقة في الثانوية العامة كرم من الرئيسين جمال عبد الناصر و عبدالله السلال, وقدم له عبد الناصر منحة مجانية في جامعة عين شمس لدراسة الطب, وفي عشر سنوات هي فترة دراسته لهذا التخصص, كان هذا الشاب مشعل من مشاعل المعرفة والنضال والعمل الطوعي والطلاب والجماهيري. اختار تخصص " الباطنية " لمعرفته ان اغلب مرضى اليمن, تجتاحهم امرض الباطنية, في عام 1976م عاد الي اليمن وعمل في المستشفى القديم بمدنية ذمار" هيئة مستشفى ذمار حالياً". رافق كبار اطباء ذمار, منهم : الدكتورالنديش والسنباني, وغيرهم كثير, في العمل بالمشروع الهولندي الذي بناء مستشفى ذمار, في التخصصات الرئيسيه الباطنة والجراحة والاطفال والنساء والتوليد تحت اشراف الاطباء الهولنديين. في عام 1989م, ابتعث من قبل المشروع الهولندي, لتحضير درجة الماجستير في امراض الباطنة, تولى عدة مناصب ادارية في مستشفى ذمار , منها رئيس قسم الباطنة وخلال سنوات عمله اكتسب حب الناس, ودعائهم الدائم لهذا الطبيب المثابر في عمله. عمل في مستشفى ذمار حتى عام 1998م, عندما افتحت بجامعة ذمار كلية للطب, التحق الدكتور الجرموزي بها, ليكون رافدا من روافد المعرفة والخبرة والعمل الطبي الصادق. ابتعث من قبل جامعة ذمار, لدراسة الدكتوراه في "امراض القلب والاوعيه الدمويه وضغط الدم", عاد الى اليمن بعد بضع سنوات حاملاً شهادة في تخصص نادر, ليواصل عمله الطبي والاكاديمي. رجل حقيقي, وثمرة طيبة لذمار, وشعلة متقده من العطاء والمثابرة والعمل الجاد, وكتلة معرفية هائلة, يعود له الفضل في التأسيس لجيل من الاطباء والاستشاريين, لا ينتمي الى اي حزب سياسي, لذا كانت خياراته دائما تصب في مصلحة الوطن ومن اجل الوطن, تم تعيينة كعميد لكلية الطب البشري, رغم منصبة الجديد لم يتخلف يوماص عن محاضراته, او يبخل على طلابة, كان وما يزال محل تقدير الجميع, لمعرفتهم ان هذه الانسان, رسول للعلم والمعرفة وطبيب الناس البسطاء. يكفيه فخراً ان ابرز اطباء اليمن تتلمذوا على يدية, منهم ا.د/صلاح الشوكي استشاري امراض القلب والاوعيه الدمويه والقسطره ويعمل حاليا في جامعة ذمار وجامعة صنعاء وفي مراكز القلب في اقسام القلب بصنعاء, و ا.د/.عبدالحكيم الوجيه استشاري امراض القلب والاوعية الدموية يعمل في جامعة ذمار وجامعة صنعاء واقسام القلب في مستشفيات اخرى بصنعاء, وا.د/عبده نصر الشرعبي استشاري امراض القلب والاوعية الدموية والقسطره يعمل بجامعة صنعاء وجامعة ذمار ومستشفي التعليمي معبر واقسام القلب في مستشفيات اخرى بصنعاء, والدكتور / هشام الفقيه احتصاصي امراض القلب والاوعيه الدموية وارتفاع ضغط الدم, يعمل في هيئة مستشفى الثورة بقسم القلب وله عيادة خاصة بذمار, وغيرهم العشرات من الاستشاريين والاطباء. فعلاً لمثل هذه الشخصيات ترفع القبعات, وتفخر بها ذمار وابنائها.

الثلاثاء، 19 يناير 2016

الحاج عبدالله مياس,,, الصيدلاني الذي صنع التاريخ:

الحاج عبدالله علي مياس, أسم لا يمكن ان تمر منه بسهوله, فقد طبع في عقول وقلوب الناس, وصار رمز من رموز مدنية ذمار, واحد اعمدتها التاريخية, ورائد من رواد التعاونيات فيها. في عام 1944م, بمدينة ذمار, ولد الحاج عبدالله- رحمة الله- وفيها ايضاً اغمض عيناه, سلسل اسرة كريمة عرفت بعلمها ونقائها ونباغة ابنائها. اخطت لنفسة طريقاً مختلفاً عن والده وجده, وبدأ عمله منذ طفولته في بداية عمره وبرأس مال مستقل عن مال الاسرة, وبرغم أن والده كان تاجر كبير ويحظى بمعرفة كبيره للتجار اليمن جنوباً وشمالاً, تحديدا مدينة عدن ومدينة الحديدة, لكنه اعتمد على ذاته ليكون اسماً جميلاً في تفاصيل اسرة " مياس". "بيع الأقمشة" هي اول مهنة اختارها الحاج عبدالله, وفي غضون سنوات أنشاء محطة وقود لتكون ثاني محطة وقود في ذمار, كان سباقاً, ورجل احترف التجارة والمعرفة, وحصد حب الناس. في احدى زوايا سوق الربوع افتتح صيدلية صغيرة, لتكون من اوائل الصيدلايات في مدينة ذمار, اهتم الحاج عبدالله بالتطبيب والصيدلة في زمن لم يلتفت الكثير الى هذا المجال, مع الاصرار صار " عبدالله مياس" رائد من رواد هذا المجال. "الطيبة والخير والعطاء", جينات تورث, لذا ورثها هذا الانسان الى ابنائه الاربعة" د.قحطان, جمال, علي, د.عمر". ليكونوا نسخة جميلة من وجدانة وعطائة وخيرة وابتسامته الخيره. كان لديه علاقه كبيرة جدا بأبناء الحمدي "الشهيد القائد الرئيس إبراهيم الحمدي, والشهيد البطل عبدالله الحمدي", وربطتهم معاً صداقة دائمه, امتدت لسنوات طولية, وبعد مقتلهما, وجد الحاج عبدالله ان السياسية عبث افقدته " اعز اصدقائه", لذا ابتعد عن السياسة والسياسين تماماً. نشط في المجال التعاوني وكان لسنوات كثيرة الأمين العام لمجلس التعاونيات لمدينة ذمار , واحد الشخصيات التي وضعت اللبنات الاولى للتعاونيات في ذمار. مرت السنوات بسرعة وهذا الانسان يناضل من اجل الناس, للتتحول صيدلته الصغيرة في سوق الربوع الى احد اهم صيدلات ذمار المركزية التي توفر الأدوية التخصصية كاملة, نمت الصديلة لتنموع معها العمل الصيدلي بكل أبجدياتة. استمر في عمله حتى تخرج الدكتور قحطان من دراستة وواصل المسير في إكمال دراسة أولاده جميعاً, حتى بلغ الخمسين ترك كل شي واختار لنفسة ركن في أحد أكبر وأقدم المساجد في ذمار المدرسة الشمسية, للعبادة وحل مشاكل الناس البسطاء. في غرة رمضان 1434هجرية, يوم الخمعة, الموافق 12- 7- 2013م, ترك الدنيا بنفس طيبة وذكرى عطره.