مشروع ثقافي فكري تاريخي, يحاول البحث عن الشخوص الذمارية,,, يرُسم بقلم : صقر عبدالله ابوحسن
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015
عبد الكريم السوسوه,,, الرحيل المبكر :
في عام 2002م, انطفئ احد مشاعل ذمار الادبية, في ذلك العام توفي المفكر الذماري الكبير عبدالكريم السوسوه تركاً خلفه تراثا أدبيا وفكريا مطرز باوجاع الناس وهموم المجتمع, سلسل اسرة كريمة عرفت بالعلم والتنقيب عن مكارم الاخلاق والقيم والتربية الفاضلة.
رحل مبكراً, ومايزال يحتوي الكثير من الابداع.
الراحل, والده هو العلامة الكبير ومفتي ذمار انذاك عبدالله بن محمد السوسوه, والذي درس في سنوات عمره الاولى منتصف القرن الماضي ابجدابت العلم ودروس النحو والعلوم الشرعية, عدب الكريم السوسوه من مواليد مدنية ذمار عام 1950م, وفي هذه المدينة خط طريقه في العالم والادب, ودرس المراحل الاولى في محافظه ذمار ثم انتقل الى صنعاء واكمل دراسته الاعداديه والثانويه هناك وحصل على منحه دراسيه الى الجزائر.
فدرس الحقوق في جامعة الجزائر وتخرج عام 1978م عمل اولاً في البنك الزراعي لفتره وجيزه في محافظه صنعاء وبعدها انتقل الى النيابه العامه, وكان له الدور البارز في تأسيسها بأمر من الرئيس ابراهيم الحمدي حيث تدرج فيها من عضو الى وكيل الى رئيس نيابه في محافظه ذمار.
بحسب سيرة الرجل العظيمة, التي نقلها لنا نجله " عماد", فقد بدأ مشواره والده الادبي منذ نعومة اظافره فكانت له عدة محاولات ادبيه, وبدأ بنشر مؤلفاته في الصحف الجامعيه اثناء فترة دراسته وكانت كتاباته تنال إعجاب جميع زملائه ومدرسيه, وكان ينال منهم التشجيع الذي حفزه على مواصلة مشواره الادبي .
المفكر والاديب ورجل القانون المرحرم شق طريقه بكل ثقه وكفاءه مماجعله من ابرز الادباء والكتاب وكانت كل كتاباته تترك آثار وبصمات عظيمه في الشارع اليمني منها مقالة (قاضي بدون شربات) هذه المقاله التي نالت استحسان كل من قرأها, الا انها عرضته لكثير من المشاكل في عمله حيث انتقد فيها النائب العام بكل جرأه وطرافه اعجبت كل القراء.
وكذلك مقالة ( لمحات من العيد الماضي ) ناقش فيها سوء الاوضاع الماديه بطريقته الساخره الطريفه وكذلك مقالة ( اليمن وادباء المقايل ) و( الناقد المتمكن) و( اطول نشره في التاريخ ) وغيرها الكثير الكثير.نشرت مقالاته في صحيفة الثوره والجمهوريه والصحوه والوحدوي والدستور والشورى والمجتمع وهران وغيرها.
لهذا الرجل الاستثنائي, عدة مؤلفات ادبيه ابرزها عمرك ماضحكت ( جمع فيها معظم مقالاته الساخره), وكذلك له مسرحيتان (راكب الموجه - المغترب التائه ), وقد حازت مسرحية "راكب الموجه" على جائزه رئيس الجمهوريه في مهرجان باكثير للمسرح عام 1995م وله كتاب تحت عنوان :حوارات فلسفيه وادبيه.
تميز هذا الانسان العظيم بالكثير من الابداع المرتبط بالواقع المعاش, لتكون كتباته لسان حال المجتمع والمواطن البسيط, ومدى اهمال السلطات للمواطن وتركه لقدره, السوسوه كان مناضل من الدرجة الاولى, مناضل من اجل الجميع, من اجل اليمن, والمواطن والوطن, وقلم مرعب حتى وان كان في قبره.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق