الأحد، 22 نوفمبر 2015

الغربي عمران .. راعي الابل الذي يكتب للعالم:

ظل محمد الغربي عمران , ثرياً بما يقدمه الى الاخرين, فالطفل الذي عاش سنوات عمره الاولى في رعي الابل, هو اليوم يسطر الخطوط العريضة للواقع الروائي اليمني, ويقدم جل ما يملك الى المكتبة اليمنية, بإصدارات تحمل في مضامينها التجديد للواقع الادبي اليمني, الفقير الى حد الجوع. الواقع الثقافي متخم بتفاصيل الادب لكنة شحيح الانتاج كثير الجدل, هذا ما يؤكدة الواقع. اخر انتاجات الرجل رواية "الثائر" المفعمة بتفاصيل الزمان والمكان, ربما يعود ذلك الى حبه للتاريخ الذي حصل فيه على دراجة الماجستير. محمد الغربي عمران : هو من مواليد محافظة ذمار, ومنها بدا حياته, درس في سنوات عمره الاولى بالسودان ليعود منها وقد تمكنت منه مفردات الحب والثقافة والفن, ليتنقل في سنوات شبابه بين اليمن والسعودية باحثاً عن واقع جديد, وحياة مستقره, ليجد نفسه وقد انسلت قدماه الى الادب والكتابة. انطلق من القصه القصيرة ليؤسس مع ثلة من أدباء اليمن نادي كتاب القصة ( المقه ), ومن القصة وجد طريقاً الى عالم الرواية. في ذمار التي تتمركز في وسط اليمن, كان يمثل لأدباها الشباب, كما لنخبها تماماً, رمزا للحداثة والمدنية, ورجل تملا اجندته اليومية تفاصيل صغيرة عن الهم العام, عندما كان يبحث الطامحون عن افق لأحلامهم , كانت مكتبة العربي بشارع صنعاء تعز التي يمتلكها, يد تمتد الى ارفف المكتبة لتقدم اليهم مجانا التراث العالمي الادبي. كذلك عندما فكروا بتجمع ادبي وجدوه الى جوارهم. ذمار المدينة المحافظة على تضاريس حياتها , برزت اليوم بأسماء برقت بعطائها , كان من بينها حتماً "الغربي عمران " , ليضعها الحراك الادبي من الهامش الى المتن بصورة استثنائية. الغربي , هو ايضاً حقوقي. مركز الحوار لتنمية ثقافة حقوق الانسان , وضع لبناته الاولى , وما زال يقدمه الى مربع الدفاع عن حقوق الانسان من خلال الانشطة التي يقدمها الى مجتمع يتصف كثيراً بالقبلي والممارسات اليومية المحافظة . خاض الغربي عمران في السياسية كذلك كما خاض في الادب, فمن التعاونيات التي كانت نظام محلي في ثمانينات القرن الماضي الى قبة البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام , ليعود وقد جدد حياته بتجربة جديدة, كان موالياً لحزبه حتى في احلك الظروف السياسية حتى وجد ان وقته في العمل الادبي اثمن , رغم ذلك يقول ان الكتابة والعمل الادبي "مهنة من لا مهنه له " , وقال مازحاً لدى توقيع روايته الاخيرة " الثائر " : انه بلا وظيفة لذا لم يجد غير الكتابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق