الأحد، 22 نوفمبر 2015

فاضل الوصابي ..حكاية تاريخ يتغير بفعل السياسة:

يحمل الرجل الستيني بذاكرته ملخص لسنوات عديدة يفند فيها تاريخ مكان ارتبط بوجدانه , كشهادة لا تزال حية في اقصى الجزاء الجنوبي لكلية الاداب بجامعة ذمار, هناك بوفية " فاضل الوصابي", او "العم فاضل " كما يسميه الجميع. كان في مكانه عندما بدا المد الاشتراكي يتسع من هنا بفعل نشاط مدير معهد المعلمين "حسني الشامي " الذي اغتيل ضمن عمليات تصفية النشطاء الاشتراكيين ما قبل حرب صيف 1994م , وتحويل المبنى الى مدرسة اطلق عليها " مدرسة النصر " عقب نشوة الانتصار لحلفاء 17 يوليو , كذلك اقرار ان يكون المبنى مقرا مشتركاً لكلية الاداب ومكتب التربية والتعليم بمدينة ذمار , وصولاً الى كلية الاداب. وصلت الى المبنى الانيق من الخارج فقط, عدة قذائف اثناء حرب 1994م , التي اشتعل فتيلها الاول من مدينة ذمار , ليتصدع احد اجزاء المبنى, استطاع الزمن ان يتكفل بتهديده الان بالانهيار, بعد سنوات من الاهمال والحلول السطحية. لدى عمي فاضل الكثير من الحكايات التي يمكن ان يسردها عليك, عن كل شيء, في الكلية وهذا العالم الصغير الذي يعرف كل تفاصيله بدقة, مر عليه الكثير من دكاترة الكلية واغلب العاملين فيها عندما كانوا طلاب. من هذا المكان شاهد " عمي فاضل "كيف يتطور الكثير ليصبحوا شيء في الغد او لا شيء يستحق ان تتوقف عندها الذاكرة. لا يميل كثيراً الى الحديث عن السياسة لكنه يتذكر انه ينتخب " الرئيس السابق -علي عبد الله صالح " او مرشحي حزبه, ليس حباً فيهم, لكن كما يعمل الجميع اثناء الانتخابات, وإثناء الثورة الشبابية التي تكللت بالإطاحة بحكمة في عام 2011م, كان الكثير من الثوار الشباب يرتادون محله الصغير , كما يرتاده انصار صالح من الطلاب والعاملين في الكلية. السياسية تكون في اوج حضورها "حتى عند ارتشاف الشاي " قال ساخراً. "تدهور التعليم الاكاديمي, بفعل الكثير من التدخلات, ولم يعد التعليم الجامعي له تلك النكهة التي كانت تشع منه سابقاً على الاقل في نظر المجتمع" , يرى عمي فاضل ذلك, لكنه قال بعبارات اخرى اهمها : التعليم لم يعد كالماضي ,, الان كل شيء تغير حتى التعليم. لم ينل حظه من مقاعد المدرسة سوا ما توفره مدرسة الحياة من التعليم التي تكفي ليكتب اسمه فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق